إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به
ومن الدر النفيس للعلامة أبي العباس سيدي أحمد بن عبد الحي الحلبي، روى من حديث عائشة رضي الله عنها إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به، أورده السهيلي في شرح السيرة والخطيب في السابق واللاحق، والدارقطني وابن عساكر كلاهما في غرائب مالك والبغوي في تفسيره والمحب الطبري في خلاصة السير وغير هؤلاء من الأئمة الأعلام، وجعلوا هذا الحديث أعني الذي فيه إحياء أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ناسخا لما خالفه من الأحاديث لتأخُّرِه ولم يبالوا بضعفه لأن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل والمناقب، وهذه منقبة، قال بعض الأئمة منشدا في ذلك:
وإن ابن طلاع روى أن أحمدا = أتى أبويه في مقابر مكة
فأحياهما رب العباد فآمنا = به ثم عادا في ضريح وتربة
كذاك السهيلي جاء يرويه بعده = لدى الروض شرح السّيرة النبوية
كذاك السيوطي اختار ذَا القول بعده = فطالع نصوص القوم تظفر بمنية
وقال الحافظ شمس الدين ناصر الدين الدمشقي:
حبا الله النبي مزيد فضل = على فضل وكل به رءوفًا
فأحيى أمه وكذا أباه = لإيمان به فضلا لطيفا
فَسَلّم فالقدير بذا قدير = وَإن كان الحديث به ضعيفا
إهـ(من كتاب ثمرة الفنون في فوائد تقر بها العيون، للعلامة سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه)